تعريف أصول الفقه الإسلامي:
وهو علم يتناول القواعد والقوانين التي يحتاجها الفقيه لفهم كيفية استنباط الأحكام الشرعية لأفعال المكلفين من أدلتها التفصيلية.
موضوع علم أصول الفقه الإسلامي:
ويبحث علم أصول الفقه الإسلامي في الأدلة الشرعية العامة في كيفية استنباط الأحكام الشرعية الفرعية منها.
المصادر التي يستمد منها علم أصول الفقه الإسلامي:
وتستمد موضوعات أصول الفقه الإسلامي من: القرآن، والسنة النبوية، وعلوم اللغة العربية، وبعض العلوم الإسلامية الأخرى، مثل الفقه والتفسير والحديث، وبعض الأدلة العقلية.
الغرض من علم أصول الفقه الإسلامي:
اكتساب القدرة على استنتاج الأحكام الشرعية لأعمال المكلفين من مصادر الأدلة الأربعة المتفق عليها: الكتاب والسنة والإجماع والقياس وغيرها من مصادر الأدلة المختلفة، مثل قول الصحابي والمصلحة العامة. والموافقة والتشريع من العلماء السابقين.
ومن هذا نعرف أن علم أصول الفقه الإسلامي هو من أهم العلوم التي يجب على طلاب الفقه إتقانها، على أمل أن يصبحوا فقهاء إسلاميين في يوم من الأيام. إن من يدخل مجال الفقه دون معرفة عميقة بهذا الفن هو أبعد ما يكون عن استحقاق لقب الفقيه، خاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه الأحداث الحديثة، مما استدعى من الفقهاء المعاصرين توضيح الحكم الشرعي فيها. وأول من جمع علم أصول الفقه هو الإمام الشافعي رضي الله عنه، الذي ألف كتابه الشهير “الرسالة” الذي كان بمثابة إنجاز علمي كبير. فعلم أصول الفقه واجب على الاكتفاء، وقد يطلبه بعض الأفراد عند الحاجة، ولا يحصل عليه إلا من يتقنه لتحقيق الاكتفاء.
العلاقة بين علم الفقه وأصول الفقه الإسلامي:
الفقه هو معرفة الأحكام الشرعية العملية المستمدة من الأدلة التفصيلية. أما أصول الفقه الإسلامي فهي معرفة القواعد العامة والأحكام الشرعية التي تمكن الفقيه من استنباط الأحكام الشرعية لأفعال المكلفين من الكتاب والسنة وغيرها من مصادر الأدلة الشرعية المتعلقة بها.
فأصول الفقه الإسلامي هي الوسيلة التي يستخدمها الفقيه لاستنباط الحكم من الأدلة التفصيلية. والمثال الحسي الذي يوضح هذا المعنى هو استخراج الماء من البئر. وكما أن من يريد استخراج الماء من البئر لا بد أن تكون لديه أداة لاستخراج الماء مثل الحبل والدلو، كذلك فإن الفقيه الذي يريد استنباط الحكم الشرعي من مصادره لا بد أن يكون لديه الأدوات العلمية للتعامل الصحيح والدقيق. مع مصادر الأدلة القانونية.
العلاقة بين أصول الفقه الإسلامي والرأي الشرعي (الفتوى):
وتتجلى العلاقة بين علم أصول الفقه الإسلامي وعملية إصدار الفتاوى من خلال تحليل عملية إصدار الفتوى في أركانها الثلاثة: المفتي، والمستفتي، والفتوى نفسها.
أما المفتي فله نصيب كبير من المعرفة بأصول الفقه الإسلامي. وقد تحدث الفقهاء عن أحوال المفتي، وأصناف المفتين، وبعض الأحكام المتعلقة بالمفتي.
أما السائل فقد تحدث الفقهاء عن آدابهم وبعض الأحكام المتعلقة بهم.
كما تتناول كتب أصول الفقه الإسلامي بعض المواضيع المتعلقة بالإفتاء، وهذا في آخر كتاب علم الأصول.
إن الحديث عن عملية الإفتاء جزء مهم من علم أصول الفقه الإسلامي. ورغم أن اهتمام الفقهاء بهذه المسألة كبير، إلا أنها لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه، خاصة من الناحية الفقهية العملية.
كما أن العلاقة بين الفتوى وأصول الفقه الإسلامي تظهر بوضوح عندما تكون هناك حاجة إلى إصدار فتاوى في مسائل جديدة لم يتناولها الفقهاء السابقون. وفي مثل هذه الأحوال لا يمكن للمفتي أن يستغني عن أصول الفقه الإسلامي لاستنباط الحكم الشرعي لهذه المستجدات.