القرآن الكريم هو كلام الله منزلاً غير مخلوق، منزلاً على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لفظاً ومعنى. القرآن الكريم هو كتاب الإسلام الخالد، ومعجزته الكبرى، وهدى البشرية جمعاء. يقول الله: هذا كتاب أنزلناه إليك، [يا محمد]، لتخرج الناس من الظلمات إلى النور. نعبد الله بتلاوته ليلاً ونهارًا. يقول الله تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) .
وفي القرآن توجيه للسلوك وتنظيم الحياة. ومن تمسك بها فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها. ومن أعرض عنها وابتغى الهدى في مكان آخر فقد ضل ضلالا بعيدا. لقد جعل الله جميع الخلق عاجزين عن أن يأتوا حتى بسورة مثل أقصر سورة فيها. يقول الله تعالى: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين).
والقرآن مكتوب في النسخ، ومحفوظ في القلوب، ومقروء على الألسنة، ومسموع بالآذان. والاشتغال بالقرآن من أفضل العبادات، ومن أعظم القربات إلى الله. وكيف لا يكون وكل حرف منه له عشر فضائل، سواء تلاوته أو تدبره؟ وقد استودع الله فيها علم كل شيء: الأحكام، والشرائع، والأمثال، والحكمة، والتاريخ، ونظام الكون. لا يوجد شيء غير واضح، ولا يتم إهمال أي جانب من جوانب الحياة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وعلم ما بعدكم، والأحكام فيما بينكم». وهو الخطاب الحاسم؛ إنها ليست مزحة. من تركها أضله الله، ومن ابتغى الهدى في غيرها أضله الله. إنه حبل الله المتين، والذكرى الحكيمة، والصراط المستقيم. لا تضله الأهواء، ولا تلتبس عليه الألسنة، ولا يكتفي منه العلماء، ولا تنقطع عجائبه. هو الكتاب الذي قالت الجن حين سمعته إنا سمعنا قرآنا عجبا وهو الحق إذا ثبت والعدل إذا حكم به والثواب إذا عمل به. ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
هذا هو كتابنا، ودستورنا، ومنارة هدانا. وإذا كنا نحن المسلمين لا نقرأه فهل نتوقع من اليهود والنصارى أن يفعلوا ذلك؟ يقول الله تعالى: "وكتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا الله لعلكم ترحمون" ما أعظم أجر من قرأ كتاب الله مستظهرا به ، ويطبق تعاليمه. لله بكل حرف عشر حسنات والله يضاعف لمن يشاء.
كلمة عن حفظ القرآن الكريم:
هنيئاً لكم يا حفظة كتاب الله. فهنيئا لك هذا الأجر العظيم والأجر العظيم. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وتحف بهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده.
أنتم أهل الله وخاصته. أنت أكثر من يستحق التبجيل والتكريم. عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وإكرام حامل القرآن الذي لا يبالغ فيه ولا يزيغ». منه، وإكرام الحاكم العادل».
أنت خير الناس للناس. وقد أعطيتم هذه الفضيلة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم. عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
أنتم أهل القرآن في المقام الأعلى والمنزلة الأرفع. لقد بلغت مقاماً عالياً، وصعدت إلى درجة عالية بحفظ كتاب الله. وعن عمر بن الخطاب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين».
يا أيها الحافظون لكلمات الله أنتم أعظم الخلق أجرا وأكثرهم فضلا. وكيف لا تكونون، وأنتم تحملون في صدوركم كلمات ربكم، وتسيرون بنور ربكم